شكلت"المدرسة التطبيقية الإسلامية" للبنين بابني امحمد بمكناس، التي يرجع تاريخ بنائها إلى سنة 1956، وكانت مجالا لتدريب الطلبة المعلمين الذين كانوا يتابعون تكوينهم بمدرسة المعلمين الأولى بالمغرب، (شكلت) قطبا للتعليم، إذ كان يؤمها عدد كبير من التلاميذ يتحدرون من أحياء سكنية مختلفة.
كان السن القانوني المسموح به للالتحاق بالمدرسة سبع سنوات، وكان يديرها في أول الأمر مدير فرنسي وبعده مديرون مغاربة. كنا نلمس الصرامة منذ أن كان الحارس يفتح باب المؤسسة في تمام الساعة السابعة صباحا من كل يوم، وبعد تجمع التلاميذ في الساحة، كان المعلمون يسهرون على تنظيم الصفوف، إلى حين دخولهم الحجرات في تمام الساعة السابعة والنصف، في الوقت الذي يتجه التلاميذ الفقراء والأيتام إلى المطعم.
وكان الحارس مكلفا بإعداد الطعام حسب برنامج أسبوعي، وهو عبارة عن خبز من الذرة والحليب والمصبرات والخضر، وكل مستفيد كان يتوفر على بطاقة خاصة بالمطعم. أما في المساء فكانت فترة الدراسة طويلة تستمر إلى غاية السادسة والنصف، حينها كانت الأمهات ينتظرن خروج أبنائهن من المدرسة.
وما ميز المدرسة التطبيقية الإسلامية التي سيصبح اسمها ابن العميد، أنها كانت تحتضن قاعة للصحة المدرسية، وكان طبيب وبعض الممرضين يزورون المدرسة بانتظام، مرة في كل شهر لإجراء فحوصات طبية لعموم التلاميذ، وإرسال المرضى منهم إلى المركز الصحي المجاور أو مستشفى محمد الخامس. كما يستفيد التلاميذ الفقراء من الكتب واللوازم المدرسية طيلة السنة يجود بها بعض المحسنين.
أتذكر أن أستاذا كان يختار من بين التلاميذ شخصا ذا بنية قوية، مهمته حمل كل من خالف ضوابط القسم، استعدادا لحصة "فلقة". وفي كل قسم كان تلاميذ يتحملون مسؤولية إعداد المداد السائل وتعبئته داخل قارورات وتوزيعه على المحابر المثبتة عند كل طاولة. كنا نستعمل الريشة في الكتابة لأن قلم الحبر الجاف كان شبه منعدم. وحرص المعلمون الأوائل على جمالية الخط وتنظيم الدفاتر، فيما كانوا يحتفظون بدفاتر أخرى داخل خزانة القسم التي يختار التلاميذ المجتهدين. لقد شكلت المدرسة ذاكرة لا يمكن نسيانها من طرف الجيل الماضي من التلاميذ الذين أصبحوا أطرا في خدمة الوطن، بل منهم من يشتد شوقه لزيارتها أو زيارة المعلمين الذين أحيل جلهم على التقاعد.
عبد العالي توجد (مكناس)
جريدة الصباح
كان السن القانوني المسموح به للالتحاق بالمدرسة سبع سنوات، وكان يديرها في أول الأمر مدير فرنسي وبعده مديرون مغاربة. كنا نلمس الصرامة منذ أن كان الحارس يفتح باب المؤسسة في تمام الساعة السابعة صباحا من كل يوم، وبعد تجمع التلاميذ في الساحة، كان المعلمون يسهرون على تنظيم الصفوف، إلى حين دخولهم الحجرات في تمام الساعة السابعة والنصف، في الوقت الذي يتجه التلاميذ الفقراء والأيتام إلى المطعم.
وكان الحارس مكلفا بإعداد الطعام حسب برنامج أسبوعي، وهو عبارة عن خبز من الذرة والحليب والمصبرات والخضر، وكل مستفيد كان يتوفر على بطاقة خاصة بالمطعم. أما في المساء فكانت فترة الدراسة طويلة تستمر إلى غاية السادسة والنصف، حينها كانت الأمهات ينتظرن خروج أبنائهن من المدرسة.
وما ميز المدرسة التطبيقية الإسلامية التي سيصبح اسمها ابن العميد، أنها كانت تحتضن قاعة للصحة المدرسية، وكان طبيب وبعض الممرضين يزورون المدرسة بانتظام، مرة في كل شهر لإجراء فحوصات طبية لعموم التلاميذ، وإرسال المرضى منهم إلى المركز الصحي المجاور أو مستشفى محمد الخامس. كما يستفيد التلاميذ الفقراء من الكتب واللوازم المدرسية طيلة السنة يجود بها بعض المحسنين.
أتذكر أن أستاذا كان يختار من بين التلاميذ شخصا ذا بنية قوية، مهمته حمل كل من خالف ضوابط القسم، استعدادا لحصة "فلقة". وفي كل قسم كان تلاميذ يتحملون مسؤولية إعداد المداد السائل وتعبئته داخل قارورات وتوزيعه على المحابر المثبتة عند كل طاولة. كنا نستعمل الريشة في الكتابة لأن قلم الحبر الجاف كان شبه منعدم. وحرص المعلمون الأوائل على جمالية الخط وتنظيم الدفاتر، فيما كانوا يحتفظون بدفاتر أخرى داخل خزانة القسم التي يختار التلاميذ المجتهدين. لقد شكلت المدرسة ذاكرة لا يمكن نسيانها من طرف الجيل الماضي من التلاميذ الذين أصبحوا أطرا في خدمة الوطن، بل منهم من يشتد شوقه لزيارتها أو زيارة المعلمين الذين أحيل جلهم على التقاعد.
عبد العالي توجد (مكناس)
جريدة الصباح
0 التعليقات :
إرسال تعليق