متى ستتغير مقابلة إسناد منصب مدير؟

السلام عليكم

متى ستتغير مقابلة إسناد منصب مدير؟
أول ما يجب الإشارة إليه هو أن الإعلان عن موعد إجراء مقابلة إسناد منصب مدير مؤسسة ابتدائية  بجهة مراكش تانسيفت الحوز قد تم عبر وسيلة اتصال سمعي حيث تم إخبار المترشحين هاتفيا من قبل مديري المؤسسات يوم قبل إجراء المقابلة مما خلق ارتباكا وسط المترشحين خصوصا أولئك الذين ينحدرون من مناطق بعيدة عن مدينة مراكش التي يتواجد بها مركز إجراء المقابلة ، بالإضافة إلى عدم التوصل باستدعاء اجتياز المقابلة.                                                                            
بدأت المعاناة مند الصباح الباكر حيث تم الإعلان عن بداية المقابلات على الساعة الثامنة نظريا أما تطبيقيا فلم تبدأ المقابلة إلا حوالي التاسعة والنصف وسط لغط وارتباك لوضع الملفات ذات النسخ الست. لم يكن هناك استقبال يذكر ولا تنظيم ولم يكن هناك تمييز بين مترشح لاجتياز المقابلة وبين أعضاء لجن المقابلة، تم الاتفاق على أن يجتاز المقابلة المترشحين الدين يعملون خارج مراكش للتخفيف من معاناة عودتهم إلى ديارهم أو مقرات عملهم مبكرا قبل حلول المساء، فكرة استحسنها معظم المشاركين. والى حين انتظار المشاركين الآخرين دورهم في اجتياز المقابلة التجأ المشاركون إلى جلب الكراسي من إحدى القاعات والانتشار داخل حديقة مركز التكوين تحت ظلال بعض النخلات وأشجار الزيتون المحدودة العدد فارين من أشعة الشمس، التي ما تلبث أن تطل بأشعتها وتصوبها نحو رؤوس المشاركين مما يضطرهم لتغيير آماكن جلوسهم مرات عديدة.                                               
 إن المحظوظين من المترشحين من كان رقمه الترتيبي بين 1 و60 حيث تمت مقابلتهم في الصباح إلى حدود الساعة الثانية عشرة والنصف وقد كلف في هذه الأثناء رجل لا نعرف وظيفته داخل المركز تقريبا في عقده السادس بمهمة (البراح) حيث كان يمر بين جزر المشاركين ليعلن عن الأرقام الترتيبية للمترشحين الذين سيتم مقابلتهم كما يخرج موظف بين الحين والآخر للنداء على رقم مشارك غائب أو ساه أو دهب لقضاء حاجته، والمشاركين كلهم آذان صاغية وعيون شاخصة تجاهه. عندما انتصف النهار، حان موعد صلاة الظهر أو وجبة الغداء حسب حاجات واهتمامات البعض، تم تعليق مؤقت للمقابلات بنداء من الرجل الستيني ( سنعود بعد قليل ) حتى يتمكن المشاركون ممتَحَنين وممتحِنين من الصلاة أو الغذاء بالطبع ليس هناك وجبة معدة للمُمْتحَنين لأنهم في هده اللحظة ليسوا موظفين متمتعين بالتعويض بل يعتبرون مترشحين لوظيفة جديدة يجب أن يأدوا واجبات المشاركة للمقاهي والمطاعم المجاورة رغم قلتها وبحرمانهم حتى من قاعة فسيحة رغم وجودها ليرتاحوا فيها ويستعدوا في ظروف جيدة قبل أن يمتحنوا. حوالي الساعة الثانية بعد الزوال عدنا إلى مقر المركز بعد جولة استكشافية لمحيطه حيث وجدنا الممتحِنين لازالوا منهمكين في تناول ما لد وطاب حيث اختفت كل الكراسي التي كانت لنا عونا في تحمل مشقة الانتظار الطويل حيث استعملت في قاعة الأكل، فافترشنا العشب منتظرين استئناف المقابلة، وبعد دلك بدأت طلائع الممتحِنين تخلي قاعة الأكل وتنتشر في حديقة المركز لهضم ما تم بلعه أو شرب قهوة أو سجائر تحت أنظار أشباه الموظفين الدين ينتظرون استئناف المقابلة والإنهاء الفوري لهدا العذاب المهين. استأنفت المقابلة وتم النداء على المتبقين من المترشحين الدين أنهكهم الانتظار والتعب والأرق وهم ينظرون لكؤوس القهوة تمر بين اللجان حتى قال احدهم إن هده اللحظة هي تمرين لما ينتظر الناجحين منهم من أعباء إدارية غير مقننة بل هي تكليف بمهمة تدبير إدارة تربوية غامضة الأدوار، دون أن ننسى أن المترشحين كانوا يخرجون ويفشون ما يدور في اللجان من أسئلة وطريقة الحوار وهدا يضرب مبدأ تكافؤ الفرص والذي تتحمله الإدارة المنظمة للمقابلة ناهيك عن الاختلافات البادية بين اللجان فمنهم من ركز على البحث ومنهم من لم يسال عنه البتة ومنهم من حاول وضع الفخاخ للمترشحين بأسئلة مستفزة وهم يعلمون علم اليقين الفرق بين مهمة مدير وبين مرشح يعتبر نفسه مشروع مدير فقط. هده هي  بعض الملاحظات حول الأجواء التي مرت فيها المقابلة والتي كان من الممكن أن تدبر وتسير بصيغة غير هده وبصورة غير هده وقد اجتمع في لجانها ثلة من الأعضاء الدين كثيرا ما طرحوا على المترشحين أسئلة تتعلق بالتنظيم والتدبير والتسيير. فإلى متى يتم احتقار هدا الإطار والاستعلاء عليه واقعيا وتطبيقيا بينما تكن له الأدبيات التربوية كل احترام وتقدير؟                                                                                                         
 إلى متى نأمر الآخرين بالتنظيم المحكم لأعمالهم والتدبير الجيد ونحن غارقين في الممارسة العشوائية والارتجال والتخبط؟                                                                                       
   نتمنى أن تتكاثف أدمغة اطر الوزارة وأعضاء اللجان مستقبلا لتوليد أفكار ومقترحات تنهض بقيمة هده المقابلة وإعطائها العناية التي تستحق من حيث التنظيم والتدبير الجيد أسوة بمقابلة دخول مركز تكوين المفتشين لإعطاء القدوة في التدبير الجيد والانتقاء الشفاف والدموقراطي لعناصر يتأمل منها التغيير الايجابي لوظيفة الإدارة التربوية العصرية عن طريق امتحان كتابي ثم شفوي ثم فترة تكوين نظري وعملي فعال قبل استلام المهمة الجديدة.
محمد ازوض م / م المعمل نيابة الحوز.



ضع بريدك ليصلك جديدنا:


بعد إدخال بريدك الإلكتروني المرجو تفعيل الإشتراك بالضغط على الرابط الذي سيصلك إلى بريدك الإلكتروني.
المشتركون لحد الآن
ششارك على جوجل بلس

عن tarrbia

أكتب هنا نبذة عنك للتعريف بنفسك.
    تعليقات بلوجر
    تعليقات الفيس بوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق

أقسام المدونة