في حاجة المؤسسات التعليمية إلى شباك أوتوماتيكي لضبط الغياب ومنح الشواهد الدراسية

السلام عليكم

في حاجة المؤسسات التعليمية إلى شباك أوتوماتيكي لضبط الغياب ومنح الشواهد الدراسية








لا نتغيا من وراء كتابتنا لهذه الأسطر المتواضعة، تعميق حدة الجدال الدائر مؤخرا حول مضي وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بكل عزم وثبات، لتنزيل مشروع "الإدارة الإلكترونية" إلى حيز الوجود، خاصة بعدما تعالت أصوات رافضة عن بينة أو عن جهل لبرنامج "مسار"؛ بقدر ما نأمل أن نسهم في بلورة نقاش هادف، من موقع المسؤولية التربوية بالمؤسسات التعليمية، إيمانا منا أن توظيف تكنولوجيا المعلوميات والإتصال أضحى أكثر من ضرورة ملحة في النسق التربوي والتعليمي لبلادنا.
ومن دون الإطالة على القارئ الكريم، نود أن نشير إلى أن فكرة "الشباك الأوتوماتيكي" التي نقترحها على مهندسو وخبراء البرامج الإلكترونية للمؤسسات التعليمية، لبلورتها وإخراجها إلى حيز الوجود، تنطلق من مبررات موضوعية لا نرى أي مانع في استعراض البعض منها؛
لكن دعونا نصرح في البداية، إلى أننا لا نقصد من خلال الحديث عن "الشباك الأوتوماتيكي لضبط الغياب ومنح الشواهد المدرسية"، تقزيم الأدوار الجليلة التي يضطلع بها السادة الحراس العامون مشكورين داخل مؤسسات التربية والتكوين، أو حث الوزارة الوصية على استبدال "المنصب الوظيفي" بجهاز آلي عقيم الفائدة والمردودية.
إن مشكلة الغياب والإجراءات الروتينية المترتبة عن العملية، بالإضافة إلى منح الشواهد المدرسية للمتعلمين تبقى هاجسا كبيرا يؤرق بال كل أستاذ متواجد على رأس الحراسة العامة للخارجية، وتدفع به إلى التساؤول عن جدوى اقتصار دوره في امتهان مهنة "الكتابة العمومية"، بعيدا عن تطوير أدائه التربوي ومستواه التكويني الآخذ في التراجع بما لا يدع مجالا للشك منذ توديعه للقسم بصفة رسمية.
كما أن تهافت المتعلمين على مكاتب الحراسة العامة على مدار أوقات الدراسة، وما ينجم عن ذلك من اكتظاظ ملحوظ يسهم في الإخلال بالسير العادي للحصص الدراسية، لا بل إن تقاطر التلاميذ تباعا على الأساتذة دقائق بعد انطلاقة الحصص يخلق نوعا من الإرتباك، وقد يكون الأمر محط تذمر وانزعاج المدرسين في حالة تكرار المسألة على نحو مبالغ فيه، وبشكل اعتيادي.
فلطالما تفنن بعض المتعلمين في خلق أعذار واهية لتبرير الغياب بعيدا عن مراقبة أولياء أمورهم للحصول على ورقة "الإذن بالدخول"، وقد يتحول الأمر إلى خلق "عداء وهمي" بين الحارس العام والمتعلم، إذ أحس هذا الأخير أن هناك محظوظا يحصل على ورقة الغياب دون عناء يذكر، أو إذا حاول الأول التشديد في تطبيق "مسطرة الغياب"؛
فالكثير من السادة الحراس العامون يجدون حرجا كبيرا في إحالة المتغيبين على مجالس الانضباط، أو خلال استدعاء أولياء أمورهم كل وقت وحين إلى المؤسسة التعليمية لإخبارهم بتغيبات أبنائهم.
لتلك المبررات وغيرها كثير، نقترح تزويد المدارس "بشباك أوتوماتيكي" يعنى بالتواصل المباشر مع المتعلمين، سدا لذرائعهم الواهية، وضمانا لانسياب حركية الدراسة داخل تلك المؤسسات التربوية.
أن يقف المتعلم وجها لوجه مع مجيب آلي دقيق في إجراءاته، كفيل بضمان قدر كبير من الضبط في الغياب، والمنعكس سلبا على مردودية التلميذ، ويؤثر بشكل كبير في كشف النقط الذي يحصل عليه مع نهاية كل دورة دراسية.
كما أنه سيمكن التلميذ من الحصول على مختلف الشواهد الدراسية التي يرغب في الحصول عليها بأقل تكلفة ممكنة بالنسبة للأطر التربوية التي تقضي ساعات طوال في البحث عن الأرشيفات المتقادمة، ناهيك عن دوره في إشعار آباء وأولياء أمور المتعلمين بتغيبات أبنائهم بواسطة رسالة نصية قصيرة.

صحيح أن عملية أجرأة فكرة الشباك المتحدث عنه تبقى عملية صعبة المنال، ويتطلب تنزيلها إلى أرض الواقع تعبئة إمكانيات كبيرة وموارد مالية هائلة، لا نريدها بالمناسبة أن تنضاف إلى تلك المبالغ الخالية التي صرفت سدى في حقل التربية والتكوين، ومن دون فائدة تذكر.
عن موقع تربويات

ذ.حفيظ الإدريسي

hafidadnan@gmail.com



ضع بريدك ليصلك جديدنا:


بعد إدخال بريدك الإلكتروني المرجو تفعيل الإشتراك بالضغط على الرابط الذي سيصلك إلى بريدك الإلكتروني.
المشتركون لحد الآن
ششارك على جوجل بلس

عن tarrbia

أكتب هنا نبذة عنك للتعريف بنفسك.
    تعليقات بلوجر
    تعليقات الفيس بوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق

أقسام المدونة