ماستر و دكتوراة نساء و رجال التعليم بداية انحطاط البحث العلمي بالمغرب

السلام عليكم
نمشي ندير الماستر نغير الاطار ...و نشد السلم 11 ..إنه المنطق السطحي الساذج حيث هرع الآلاف من المعلمات و المعلمين إالى الجامعات المغربية قصد متابعة الدراسةو الحصول على شهادات كرطونية الغرض منها تغيير الاطار و السلم 11 ..
ليس عيبا ان يطمح الانسان الى تحسين وضعيته الاجتماعية لكن من العار ان يتبع اساليب تدليسية على حساب العلم و المعرفة ...بالأمس القريب فقط كان الطلاب و الطالبات المتفوقون منهم و المؤهلون علميا و معرفيا وحدهم المقبولون للتسجيل بالماستر و الدكتوراة و هم في الأصل يمثلون مستقبلا مشروع مفكر و باحث و فيلسوف و مؤرخ .....

لكن عندما فتحت الوزارة الترقي بالشهادات و قبلها التوظيف المباشر ،تسابق الجميع نحو نيل شهادات فارغة من محتواها المعرفي و العلمي ...بما يعني تبخيس البحث العلمي ...
تشير الاحصاءات ان معظم حاملي الشهادات العليا من نساء و رجال التعليم بالمغرب لم يسبق لهم ان كتبوا نصا او انجزوا دراسة أفادوا بها انفسهم و أفادو بهدا غيرهم.......
انتشرت في السنوات الخيرة موضة رغم ان البحث العلمي و الابداع لا يتماشي و الموضة لان العلم ليس سلعة..في كل سنة يتخرج المئات حاملين شهادة عليا ..الماستر او الدكتوراة..بالامس كان حاملو الشهادات العليا باحثين و مفكرين و مبدعين لتتحول الشهادات الى مجرد وسيلة الانتفاع بها خاصة عند المعلمين و الاساتدة.و بعض الطلبة ..فالكثير منهم لا يكتبون جملة.. كان الهدف وراء جريهم للتسجيل و غالبا بالزبونية و الرشوة قصد تحسين وضعيتهم الادارية و المالية..و عندما يصبح هاجس الدراسة انتفاعي يختفي الابداع و التفكير..فالكثير منهم غير مؤهلين للشواهد في غياب انتاج فكري و علمي ..
تقول منال وهبي حول هدا الموضوع في مقال تحت عنوان:شهادة الدكتوراة لقب من ورق:
"هم من المشاهير ليسوا بأبطال روايات ولا مسلسلات ،عقولهم أشبه بسنابل القمح الفارغة،يحملون لقبا تحوم حوله علامات استفهام كثيرة؟؟؟فمن أين لهم بلقب لا يعرفون قيمته، سمة البعض منهم العجرفة والتبختر ومنهم من لبس تاجا من الوقار يجذبك كل لامع فيه وعندما تدقق النظر له تجده باهتا لالون له،ينتقص منك إذا ناديته باسمه الثنائي دون اللقب،فهو إذن ليس فلان الفلاني وإنما" الدكتور" فلان الفلاني..."
ظاهرة الزحف المتواصل لدى خريجي الجامعات ومؤسسات الدراسات العليا للحصول على شهادة الدكتوراة في مجال التخصص صارت بمغربنا الحبيب عرفا اجتماعيا، فأصبح الظفر بلقب" دكتور"غاية إما من أجل التباهي به أمام الأصدقاء والأهل تارة أو من أجل الحصول به على وظيفة محترمة تؤهله أن يكون خارج السلم الإداري وتكون له مطمحا لاكتساب مجموعة من الامتيازات المادية والمعنوية تارة أخرى...
والسؤال الذي يراودني هل كل دكتور مثقف؟ وما الذي يريد الإنسان أن يفعله حقا بالشهادة العلمية المذيلة بالنعوت اللافتة للأنظار؟دون أن يضيف أي رصيد معرفي له و لمجتمعه؟
ملأى العقول تنحني تواضعا والفارغات رؤوسهن شوامخ
كم يحز في نفسي أن أشاهد جموعا كبيرة من حملة الشواهد العليا " دكتوراة" يعتصمون أمام البرلمان، كنت أتعاطف معهم إلى أمد قريب إلى أن انتابني فضول معرفة المؤهلات العلمية لدى حملة هذه الشواهد العليا،البعض منهم يحق أن ترفع لهم القبعة احتراما وإجلالا للعلم الذي يحملونه في صدورهم ،فبمجرد حديثك معهم تجد نفسهم تواقة للإبداع وللإسهام في الحقل المعرفي في مجال تخصصهم كمن اختار الفيزياء النووية استجابة لمتطلبات العصر ، أو عالج في اطروحته قضية اجتماعية تمس الواقع المغربي كدراسة بعض الظواهر المتفشية في مجتمعنا المغربي كالعنوسة وأطفال الشوارع وضحايا الطلاق... بذلك يحق لهم المطالبة بحقهم في التوظيف ،وتكون الدولة أنذاك مجبرة ومطالبة بتشغيلهم للاستفادة من محصولهم العلمي والمعرفي...ومنهم من كلف نفسه عناء سنين طوال وكلف الدولة ميزانية في شهادة لاتسمن ولا تغني من جوع؟ حيث أن أعداد كبيرة من حملة الدكتوراة الفارغة أصبحوا يتكاثرون كالفطر بصورة مشوهة زيادة في العدد لا تصاحبها زيادة في الرصيد المعرفي والعلمي ،فالحامل لهذه الشهادة لا هو في صف من طور ذاته وقدراته ولا أسهم بشكل ملموس في حل قضايا بلده المتأزم...
بالله عليكم قرائي الأعزاء واش واحد داير الدكتوراة في اللغة العربية تخصص "حتى" هذا دكتور؟ باش غاتفيدنا حنا هاد "حتى" واش غادي تفك مشكلة أزمة السكن الغير اللائق؟ أو التخفيف من تداعيات الأزمة المالية على الاقتصاد المغربي؟ بالله عليكم واش دكتوراة في المديح والسماع غادي تحل مشكل التلوث البيئي ومزبلة مديونة؟أُوحدة قاليك واخدة دكتوراة في شعر امرؤ القيس ملي جينا نشوفو هاد امرؤ القيس فأي عصر كان عايش؟ لقيناه فالعصر الجاهلي وحنا فعصر الألفية الثالثة!؟
حقا اذا لم تستح فاصنع ما شئت!!!
لست بصدد الانتقاص من أحد أو التجريح في شخص أحد أو حتى الدفاع عن أحد؟ لكن أحببت أن أَسقط أقنعة من يحسبون أنفسهم دكاترة ويدافعون بضراوة عن هذا اللقب المزيف مما يخلق تضخما لأصحاب الشواهد الفارغة،و مشكلا لسوق الشغل ، لأنها دبلومات بدون قيمة مضافة و شحنة ضعيفة لأداء و إنتاج مهني ضعيف ...
وحتى لاتكون الصورة قاتمة لهذه الدرجة،فهناك بالتأكيد من الحاصلين على شهادة دكتوراةعن جدارة واستحقاق يجهدون أنفسهم في التنوير والتوعية،وفي التنمية البشرية،ويساهمون في نهضة المجتمع المغربي...
دكتوراة "باك صاحبي" أو "كُوبي كُولي"
كثير من حملة (الدكتوراة) من ارتضى التملق سبيلا والمجاملات نبراسا قصد الوصول الى مبتغاه من أجل حمل لقب دكتور؟ عبر تقديمه للهدايا للمشرفين على مناقشة أطروحته المزيفة أو عبر توصيات أو وسائط تدخل فيها المساومات وتبادل المصالح...
وغير خاف على قرائي الأعزاء خاصة ممن ولجوا الحرم الجامعي حقيقة بعض الأساتذة الجامعيين الذين حصلوا على هذا اللقب بدرجة مشرف جدا ؟وهم لاعلاقة لهم بالبحث العلمي من قريب أو بعيد، فلم تعد هذه الشهادة وسيلة لتطوير الذات والنهضة بالمجتمع وتطويره وانما أصبح التهافت على مراكز القرارهو الغاية المنشودة لكل المتملقين إيمانا منه انه يستحيل الوصول إليها الا عبر هذا اللقب في زمن "باك صاحبي" وصدق أحد الشعراء حين قال:
ليس الفتى من يقول كان أبي *** ولكن الفتى من يقول ها أنذا
ومنهم من استلموا مناصب ثقافية كبيرة جدا واعتلوا مراكز هامة في الجامعات علما أنهم لم يكلفوا أنفسهم عناء الاجتهاد أو البحث العلمي ولم يخطوا سطرا واحدا من شهادتهم بل حصلوا عليها عبرما يسمى ب" الكوبي كولي"
"دكتوراة في دقائق" وصفة سحرية لكل من أراد أن يحصل على شهادة بأقل تكلفة وبوقت سريع ، ماعليك الا ان تتصفح بوابة مكتبات العالم العربي على الانترنت وأن تقوم بسرقة أية أطروحة دكتوراةكيفما يحلو لك لباحث أو أستاذ جامعي أردني أو مصري او حتى سوري الجنسية فبدل اسمه تضع اسمك واسم المشرف على أطروحتك ، تقوم بنسخها بما انه تغيب الرقابة والمساءلة والشفافية في التأكد من مدى مصداقية هذه الأطروحات؟
صدقا:"دكتور فاشل من يلبس نظارة سميكة ليرى بها العالم في كتاب أُلف قبل 1000 سنة"
أين يكمن الخلل اذن هل في الباحث الجامعي الذي يسعى الى الكسب بدون العطاء المعرفي والانتاج العلمي؟ أم في المنظومة التربوية ككل ؟ اذا ما سلمنا بأن الدولة لا تساهم في تشجيع الشباب على البحث العلمي؟
أزمة البحث العلمي في المغرب
ولعل مجرد التأمل البسيط في رقم 9769 رسالة جامعية على مدى نصف قرن؛ يكشف مأساة البحث العلمي في المغرب،والشكوك في مصداقية الكثير منها؟، والذي لم يستطع أن يقارب بعض المحاولات الجريئة التي انطلقت مغاربيا، كما هو الحال في تونس. فلحد الآن، لم يستطع المغرب أن يمضي في اتجاه الرفع من نسبة ميزانية البحث العلمي إلى1 في المائة، بل إن الميزانية الهزيلة التي تخصص لهذا القطاع إنما تستنزف في التسيير، ولا يوجه منها إلى الاستثمار إلا الجزء اليسير، وهو ما يعزز القناعة بأن دعم البحث العلمي والرفع من منسوبه في المغرب هو مسألة إرادة ينبغي أن ينخرط فيها الجميع الطالب وفعاليات المجتمع المدني وهياكل الدولة جميعها ولم لا القطاع الخاص...
ختاما لا يسعني الا أن أشدد على ضرورة الارتقاء بمستوانا المعرفي كي تصبح عقولنا كالسنابل الممتلئة. .....
نعيش زمن الانتهازية و البرغماتية في ظل مناخ عالمي تسيطر فيه الليبرالية المتوحشة ليتحول التعليم الى مجرد سلعة و البحث العلمي عند البعض طريقا سهلا للترقي..في غياب مقدرات دهنية و عقلية على الانتاج الفكري و العلمي و الادبي..و سير ا صحبي دير الماستر و غير الاطار ...و الدكتوراة يا سلام..من ورق طبعا..

عبد الصمد الدراوي
المصدر: مغربنيوز



ضع بريدك ليصلك جديدنا:


بعد إدخال بريدك الإلكتروني المرجو تفعيل الإشتراك بالضغط على الرابط الذي سيصلك إلى بريدك الإلكتروني.
المشتركون لحد الآن
ششارك على جوجل بلس

عن tarrbia

أكتب هنا نبذة عنك للتعريف بنفسك.
    تعليقات بلوجر
    تعليقات الفيس بوك

4 التعليقات :

  1. مقال جيد لكن صاحبه لم يكن موضوعيا مع نفسه الدكتوراه في المغرب فارغة وورقية لدى الجميع ليس الاساتذة فقط الطلبة، الاطباء، المهندسون بجميع تخصصاتهم : اقتصاد، تعمير، .... كلهم لم يقدموا اي شيئ للمجتمع المغربي لايستحقون لقب دكتور بما يحمل من معاني . الجميع لايهمه الا المال . اما ان كانت لديك مشكلة مع استاذ او مجموعة من الاساتذة فهذا لايعطيك الحق ان تكتب عنوانا لمقال لايناسبه.

    ردحذف
  2. شكرا الاخ الكريم على هذا الموضوع القيم،. لكن الا ترى معي انك لا تنتقد حاملي الشواهد من الموظفين ،بل معايير ولوج الجامعات المغربية،ومنطق الحصول على الشهادات،الذي يجب اعدة النظر فيه،. بل واراك تتكلم الاخ الكريم على ازمة اخلاق حينما ذكرت ،باك صاحبي والهدايا ..........الخ. وبالتالي
    العنوان. غير مناسب للموضوع.

    ردحذف
  3. صحيح ما أدليت به من معلومات صحيحة .فكيف لأستاذ التربية البدنية أن يحصل على دكتوراة في غير اختصاصه.وكيف لأساتذة يتركون أطفالنا دون الدراسة ويهيؤون ما يسمونه الأطروحة .ان الخطأ الكبير الذي وقعت فيه وزارة التعليم هو الترقية بالشواهد لأتها فرقت بين مكونات المجتمع المدرسي فأصبح الحال كما أدليت به,فكيف يعقل أن يقوم أشخاص بنفس العمل ولكن أجرتهم مختلفة فمنهم في العلالي ومنهم في ..........

    ردحذف
  4. انا مع الترقية بالشهادة للموظفين -اجازة -ماستر -دكتوراه- لكن في التخصصات التالية
    +الرياضيات
    +الفزياء
    +البيولوجيا
    اقسم يالله لن تجد 1/1000 من المدرسين يتسجل في مثل هده التخصصات
    دكتوراه في الدراسات ا و اللغات لا تساوي سنة واحدة في تخصص الرياضيات من حيث المجهود الفكري المبذول.

    ردحذف

أقسام المدونة