كيف أهيئ امتحاناتي؟؟
( مقترحات لاكتساب المعارف والمهارات والمواقف وكيفية معالجة الأسئلة أو المواضيع المطروحة في الامتحانات )
إعداد: ذ. بنعيسى احسينات - المغرب
لتحصيل المعارف واكتساب المهارات والمواقف، وكذا معالجة الأسئلة والمواضيع المطروحة عند الامتحانات، سواء مدرسية كانت أو جامعية أو تكوينية، لا بد من استعداد سيكولوجي خاص، ثم اختيار طريق عمل مناسبة ثم التمكن من منهجية معالجة الأسئلة أو المواضيع المطروحة واحترام مراحل تسلسلها.
I . الاستعداد السيكولوجي
1) التحفيز: فكيف ما كانت ظروف اختيار دراستك أو تكوينك، ينبغي البحث عن مواطن القوة الكامنة فيك لتحقيق النجاح. فالتحفيز سلوك سيكولوجي إيجابي، يجب أن يصاحبك ويلازمك بصفة دائمة طوال دراستك وتكوينك وعملك. وقد تعود أسباب هذا التحفيز إلى:
- الوضعية الاجتماعية والمادية المتواضعتين،
- غياب إمكانيات أخرى للدراسة أكثر نجاعة ومردودية،
- الخوف من الفشل في الدراسة وفي الحياة، بشرط أن يكون هذا الخوف مراقب ومضبوط يساعد على التحفيز من أجل النجاح،
- الحب الذي نكنه للدراسة بشكل عام، ولدروس معينة بشكل خاص.
فكل شخص يمكن أن يستثمر فلسفة إيجابية في حياته، تحقق له النجاح في عمله.
2) التقويم الذاتي: فالمجهود الأول الذي يمكن بذله في مجال الدراسة أو التكوين، هو تقويم المستوى الثقافي العام، من خلال القدرة على الإجابة على الأسئلة التالية:
- هل حددت هدفا في حياتك؟وهل أنت مصمم لتحقيقه؟
- هل أنت ذكي (ة) جدا أو متوسط (ة) الذكاء؟ وهل تعتقد أن ذكاءك من طبيعة نظرية أم عملية؟
- هل لديك ضعف ما في اللغة ( عربية وغيرها )؟
- هل لديك ثقافة عامة لا بأس بها؟
- هل محيطك الاجتماعي يوفر لك إمكانية متابعة الدراسة أو التكوين؟
- هل تخضع لنظام ما ومنهج ما في عملك؟
إن الجواب بالنفي على هذه الأسئلة يساعدك على توجيه مجهودك ودعم السلوك التقويمي لديك.
3) السلوك التقويمي المنظم: هذا السلوك يقوم أساسا على فكرتين: الحرية والمسئولية من جهة، وقيمة الزمن من جهة أخرى.
أ. الحرية والمسئولية: إن الانتقال من الدراسة في الابتدائي والإعدادي إلى الدراسة بالثانوي والجامعي أو بالمعاهد العليا وبمراكز التكوين، يمنح للطالب والطالبة أكبر قدر ممكن من الحرية والمسئولية في التعامل مع الدروس والمواد المعرفية المتعددة والمتنوعة. فالمراقبة الذاتية تصبح ضرورية وملحة. ومسئولية الطالب والطالبة وحريتهما تتموضع من خلال مستويات كثيرة منها:
- مسئوليته (ها) إزاء ذاته (ها). فالشعور بكونه (ها) مثقف (ة) ومكن (ة) يحقق له (لها) الأمن والإحساس باحترام الذات. من أجل هذا، يجب أن يعمل أو تعمل على سد كل الثغرات التي تنتاب تكوينه (ها)، سواء بالنسبة لمستواه (ها) اللغوي، كن هو بالنسبة لمستواه (ها) التحليلي والتركيبي والتقويمي.
- مسئوليته (ها) إزاء الآخرين على مستوى الأسرة والمجتمع، بحيث أن هما يساهمان ماديا ومعنويا في تكوينه (ها)، فهما ينتظران منه (ها) نتائج مرضية كمقابل للتضحيات التي بذلت من أجله (ها).
ب. قيمة الزمن: إننا في الغالب لا نعير اهتماما كبيرا للوقت. فعامل الزمن لا يشكل لنا مخاوف أساسية في عملنا. لذا فالظاهرة السائدة هي تلك المتكررة لضياع مجموعة ساعات يوميا، دون القيام بأي عمل يذكر، والاعتماد على تهيئ الامتحان في آخر لحظة، أي قبل إجراء الامتحان بأيام معدودة أو بليلة. فالسلوك التقويمي المنظم، يقتضي الوعي بعامل الزمن وضرورة تنظيمه بشكل صارم.
II . طريقة العمل
في المقام الأول، يجب اعتبار المعارف والمهارات والمواقف التي نرغب في الحصول عليها، مسألة تخصنا بالدرجة الأولى، ونعمل على إدماجها في أولوية الاهتمامات اليومية، حتى نتمكن من استيعابها وتوظيفها. وهذا لا يتأتى إلا عبر مجهود شخصي متواصل، عن طريق امتلاك المناهج والطرائق والتقنيات التي تساعدنا على استيعاب المعلومات والمعارف والمفاهيم، ثم القوانين والقواعد والمبادئ، وكذا المهارات والمواقف والنتائج.
ولتحقيق ذلك، يجب احترام الخطوات التالية:
1) الإصغاء الجيد للدرس والمشاركة الجيدة عن طريق الحوار والنقاش المفتوحين، أو القراءة الجيدة للمرجع المقرر، والعمل على فهمه جيدا عن طريق تحليله وتركيبه وتقويمه أو نقده، وذلك بتفكيك الموضوع المدروس من خلال تحديد إشكاليته ومفاهيمه وأفكاره الأساسية والفرعية، وضبط علاقات هذه الأفكار في خطاطة محكمة، ثم إعادة تركيب الموضوع في شكل خلاصة أو استنتاج، يغلب عليه الطابع الشخصي أسلوبا وتركيبا وتعليقا، محاولا التخلص من هيمنة الصيغة الأصلية..
2) إغناء الموضوع بقراءات موسعة ومتنوعة، شريطة أن تكون المراجع المعتمدة ذات مصداقية علمية ومعرفية، لأن الدرس أو المرجع المقرر يبقى غير كاف. هذه القراءات المتنوعة تحقق ما يلي:
إ- مقارنة ما جاء في الدرس أو المرجع المقرر مع ما هو وارد في المراجع المختلفة ( على الأقل مرجعين مختلفين ). فهذه العملية تنمي الرصيد اللغوي والقدرة على التمحيص والنقد واكتساب مهارات التعبير والكتابة.
ب- توضيح ما هو غامض واستكمال ما هو ناقص، وذلك بالوقوف على معلومات وتفسيرات واستدلالات أكثر وضوحا وكمالا، تساعدنا على سد النقص وتجاوز الغموض.
ج- تعميق المعارف وتوسيعها وإغنائها.
3) التدريب على تحليل النصوص والمراجع، والعمل على تلخيصها والتعليق عليها، وحل المشاكل التي تعترض طريقنا والإجابة على الأسئلة المطروحة.
III . معالجة الأسئلة المطروحة:
إن معالجة الأسئلة المطروحة أو معالجة الموضوع المقترح يحتاج إلى قطع مجموعة من المراحل، وهي كما يلي:
المرحلة الأولى: في هذه المرحلة نقترح طريقتين، يمكن اختيار إحداهما، حسب طبيعة الأسئلة أو طبيعة الموضوع:
1. البحث عن كلمات مفاتح، الواردة في الأسئلة أو الموضوع مع تحديدها، ثم تحديد الإشكالية المطروحة بشكل دقيق وواضح، من خلال الإجابة عن السؤالين التاليين:
- ماذا فهمت من الأسئلة أو الموضوع؟
- وماذا يطلب أو تطلب مني، أي ما هو المطلوب مني؟
2. البحث عن الأسئلة التي يجب أن نجيب عنها عندما تكون هذه الأخيرة غير مطروحة بشكل واضح ودقيق. ثم تحديد معاني عبارات ومفاهيم الأسئلة أو الموضوع، مع تحديد النسق الذي طرحت فيه.
المرحلة الثانية: يمكن هنا الاختيار بين طريقتين، حسب طبيعة الأسئلة أو طبيعة الموضوع:
1. دراسة الوثيقة أو النص أو الموضوع أو الأسئلة، واختيار الأفكار التي تتيح الإجابة على الأسئلة المطروحة، من خلال ملء شبكة القراءة التي تتيح استغلال النص أو الوثيقة بشكل جيد، حسب المتغيرات التالية:
- النقط المراد معالجتها: التأكد من علاقتها الوطيدة مع الإشكالية المطروحة..
- الأفكار المراد استغلالها في النص أو الوثيقة: تجنب الإسهاب في الشرح..
- العبارات المأخوذة من الدروس والأفكار الشخصية: العمل على إغناء الموضوع..
2. البحث عن المعلومات والآراء الشخصية المتصلة بالموضوع، مع تحديد الأفكار القبلية المتوفر عليها، على المستوى النظري والمستوى الواقعي الملموس (العملي-التطبيقي).
المرحلة الثالثة: في هذه المرحلة يمكن الاختيار بين طريقتين:
1. تنظيم الأفكار في شكل تصميم مفصل:
- هل الأفكار المختارة تسمح بالجواب على الأسئلة المطروحة؟
- إذا كان الأمر لا، يجب البحث عن الأفكار الغير المتوفرة، ثم تقديم تصميم بشكل مفصل.
2. البحث عن جواب على الأسئلة المطروحة من طرف الموضوع، وبلورة الخاتمة أو النتيجة الملائمة، حسب الفرضيتين التاليتين:
- ما هي العناصر أو المعطيات التي نتوفر عليها لتأكيد هذه الخاتمة؟ فإذا كان الجواب بنعم، يمكن الأخذ بالخاتمة أو النتيجة.
- هل هناك عناصر نظرية أو معطيات تجريبية التي تعارض هذه النتيجة أو الخاتمة؟ وإذا كان الجواب بالنفي، يمكن البحث عن فرضية جديدة للخاتمة أو النتيجة التي تدمج هذه العناصر والمعطيات. هذه الفرضية، يجب فحصها من جديد.
المرحلة الرابعة: هي مرحلة الإنشاء، أي كتابة الموضوع عن طريق الإجابة على أسئلة الإشكالية المطروحة، التي يجب أن تكون مبنية بناء مترابطا، يعتمد على التنسيق، والتسلسل والمنطق.
المرحلة الخامسة: في هذه المرحلة الأخيرة، يمكن إعادة قراءة الموضوع المنجز، وتصحيح ما يمكن تصحيحه، من حيث البناء والتراكيب والأسلوب، وكذا اللغة من حيث الصرف والنحو والإملاء وعلامة الترقيم.
------------------------------------
إعداد: ذ. بنعيسى احسينات - المغرب
ملحوظة:
فهذه الاقتراحات وهذه الكيفيات معروضة فقط للاستئناس، فهي تحتاج إلى تصحيح وإضافة وتعديل زيادة ونقصانا، حسب طبيعة الموضوع وشكل الأسئلة المطروحة، وحسب تجربة الفرد وما راكمه من خبرات في هذا المضمار.
إن هذه المساهمة المتواضعة هي نتيجة تراكم خبرات وتجارب كأستاذ ممارس ومتمرس، أريد منها إضاءة الطريق أمام طلابنا وطالبي العلم والمعرفة، حتى يتمكنوا ويعملوا على ابتكار طرق خاصة بهم، في كيفية الحصول على المعارف ومعالجة أسئلتها والقدرة على توظيفها. نسأل الله التوفيق والنجاح للجميع.
( مقترحات لاكتساب المعارف والمهارات والمواقف وكيفية معالجة الأسئلة أو المواضيع المطروحة في الامتحانات )
إعداد: ذ. بنعيسى احسينات - المغرب
لتحصيل المعارف واكتساب المهارات والمواقف، وكذا معالجة الأسئلة والمواضيع المطروحة عند الامتحانات، سواء مدرسية كانت أو جامعية أو تكوينية، لا بد من استعداد سيكولوجي خاص، ثم اختيار طريق عمل مناسبة ثم التمكن من منهجية معالجة الأسئلة أو المواضيع المطروحة واحترام مراحل تسلسلها.
I . الاستعداد السيكولوجي
1) التحفيز: فكيف ما كانت ظروف اختيار دراستك أو تكوينك، ينبغي البحث عن مواطن القوة الكامنة فيك لتحقيق النجاح. فالتحفيز سلوك سيكولوجي إيجابي، يجب أن يصاحبك ويلازمك بصفة دائمة طوال دراستك وتكوينك وعملك. وقد تعود أسباب هذا التحفيز إلى:
- الوضعية الاجتماعية والمادية المتواضعتين،
- غياب إمكانيات أخرى للدراسة أكثر نجاعة ومردودية،
- الخوف من الفشل في الدراسة وفي الحياة، بشرط أن يكون هذا الخوف مراقب ومضبوط يساعد على التحفيز من أجل النجاح،
- الحب الذي نكنه للدراسة بشكل عام، ولدروس معينة بشكل خاص.
فكل شخص يمكن أن يستثمر فلسفة إيجابية في حياته، تحقق له النجاح في عمله.
2) التقويم الذاتي: فالمجهود الأول الذي يمكن بذله في مجال الدراسة أو التكوين، هو تقويم المستوى الثقافي العام، من خلال القدرة على الإجابة على الأسئلة التالية:
- هل حددت هدفا في حياتك؟وهل أنت مصمم لتحقيقه؟
- هل أنت ذكي (ة) جدا أو متوسط (ة) الذكاء؟ وهل تعتقد أن ذكاءك من طبيعة نظرية أم عملية؟
- هل لديك ضعف ما في اللغة ( عربية وغيرها )؟
- هل لديك ثقافة عامة لا بأس بها؟
- هل محيطك الاجتماعي يوفر لك إمكانية متابعة الدراسة أو التكوين؟
- هل تخضع لنظام ما ومنهج ما في عملك؟
إن الجواب بالنفي على هذه الأسئلة يساعدك على توجيه مجهودك ودعم السلوك التقويمي لديك.
3) السلوك التقويمي المنظم: هذا السلوك يقوم أساسا على فكرتين: الحرية والمسئولية من جهة، وقيمة الزمن من جهة أخرى.
أ. الحرية والمسئولية: إن الانتقال من الدراسة في الابتدائي والإعدادي إلى الدراسة بالثانوي والجامعي أو بالمعاهد العليا وبمراكز التكوين، يمنح للطالب والطالبة أكبر قدر ممكن من الحرية والمسئولية في التعامل مع الدروس والمواد المعرفية المتعددة والمتنوعة. فالمراقبة الذاتية تصبح ضرورية وملحة. ومسئولية الطالب والطالبة وحريتهما تتموضع من خلال مستويات كثيرة منها:
- مسئوليته (ها) إزاء ذاته (ها). فالشعور بكونه (ها) مثقف (ة) ومكن (ة) يحقق له (لها) الأمن والإحساس باحترام الذات. من أجل هذا، يجب أن يعمل أو تعمل على سد كل الثغرات التي تنتاب تكوينه (ها)، سواء بالنسبة لمستواه (ها) اللغوي، كن هو بالنسبة لمستواه (ها) التحليلي والتركيبي والتقويمي.
- مسئوليته (ها) إزاء الآخرين على مستوى الأسرة والمجتمع، بحيث أن هما يساهمان ماديا ومعنويا في تكوينه (ها)، فهما ينتظران منه (ها) نتائج مرضية كمقابل للتضحيات التي بذلت من أجله (ها).
ب. قيمة الزمن: إننا في الغالب لا نعير اهتماما كبيرا للوقت. فعامل الزمن لا يشكل لنا مخاوف أساسية في عملنا. لذا فالظاهرة السائدة هي تلك المتكررة لضياع مجموعة ساعات يوميا، دون القيام بأي عمل يذكر، والاعتماد على تهيئ الامتحان في آخر لحظة، أي قبل إجراء الامتحان بأيام معدودة أو بليلة. فالسلوك التقويمي المنظم، يقتضي الوعي بعامل الزمن وضرورة تنظيمه بشكل صارم.
II . طريقة العمل
في المقام الأول، يجب اعتبار المعارف والمهارات والمواقف التي نرغب في الحصول عليها، مسألة تخصنا بالدرجة الأولى، ونعمل على إدماجها في أولوية الاهتمامات اليومية، حتى نتمكن من استيعابها وتوظيفها. وهذا لا يتأتى إلا عبر مجهود شخصي متواصل، عن طريق امتلاك المناهج والطرائق والتقنيات التي تساعدنا على استيعاب المعلومات والمعارف والمفاهيم، ثم القوانين والقواعد والمبادئ، وكذا المهارات والمواقف والنتائج.
ولتحقيق ذلك، يجب احترام الخطوات التالية:
1) الإصغاء الجيد للدرس والمشاركة الجيدة عن طريق الحوار والنقاش المفتوحين، أو القراءة الجيدة للمرجع المقرر، والعمل على فهمه جيدا عن طريق تحليله وتركيبه وتقويمه أو نقده، وذلك بتفكيك الموضوع المدروس من خلال تحديد إشكاليته ومفاهيمه وأفكاره الأساسية والفرعية، وضبط علاقات هذه الأفكار في خطاطة محكمة، ثم إعادة تركيب الموضوع في شكل خلاصة أو استنتاج، يغلب عليه الطابع الشخصي أسلوبا وتركيبا وتعليقا، محاولا التخلص من هيمنة الصيغة الأصلية..
2) إغناء الموضوع بقراءات موسعة ومتنوعة، شريطة أن تكون المراجع المعتمدة ذات مصداقية علمية ومعرفية، لأن الدرس أو المرجع المقرر يبقى غير كاف. هذه القراءات المتنوعة تحقق ما يلي:
إ- مقارنة ما جاء في الدرس أو المرجع المقرر مع ما هو وارد في المراجع المختلفة ( على الأقل مرجعين مختلفين ). فهذه العملية تنمي الرصيد اللغوي والقدرة على التمحيص والنقد واكتساب مهارات التعبير والكتابة.
ب- توضيح ما هو غامض واستكمال ما هو ناقص، وذلك بالوقوف على معلومات وتفسيرات واستدلالات أكثر وضوحا وكمالا، تساعدنا على سد النقص وتجاوز الغموض.
ج- تعميق المعارف وتوسيعها وإغنائها.
3) التدريب على تحليل النصوص والمراجع، والعمل على تلخيصها والتعليق عليها، وحل المشاكل التي تعترض طريقنا والإجابة على الأسئلة المطروحة.
III . معالجة الأسئلة المطروحة:
إن معالجة الأسئلة المطروحة أو معالجة الموضوع المقترح يحتاج إلى قطع مجموعة من المراحل، وهي كما يلي:
المرحلة الأولى: في هذه المرحلة نقترح طريقتين، يمكن اختيار إحداهما، حسب طبيعة الأسئلة أو طبيعة الموضوع:
1. البحث عن كلمات مفاتح، الواردة في الأسئلة أو الموضوع مع تحديدها، ثم تحديد الإشكالية المطروحة بشكل دقيق وواضح، من خلال الإجابة عن السؤالين التاليين:
- ماذا فهمت من الأسئلة أو الموضوع؟
- وماذا يطلب أو تطلب مني، أي ما هو المطلوب مني؟
2. البحث عن الأسئلة التي يجب أن نجيب عنها عندما تكون هذه الأخيرة غير مطروحة بشكل واضح ودقيق. ثم تحديد معاني عبارات ومفاهيم الأسئلة أو الموضوع، مع تحديد النسق الذي طرحت فيه.
المرحلة الثانية: يمكن هنا الاختيار بين طريقتين، حسب طبيعة الأسئلة أو طبيعة الموضوع:
1. دراسة الوثيقة أو النص أو الموضوع أو الأسئلة، واختيار الأفكار التي تتيح الإجابة على الأسئلة المطروحة، من خلال ملء شبكة القراءة التي تتيح استغلال النص أو الوثيقة بشكل جيد، حسب المتغيرات التالية:
- النقط المراد معالجتها: التأكد من علاقتها الوطيدة مع الإشكالية المطروحة..
- الأفكار المراد استغلالها في النص أو الوثيقة: تجنب الإسهاب في الشرح..
- العبارات المأخوذة من الدروس والأفكار الشخصية: العمل على إغناء الموضوع..
2. البحث عن المعلومات والآراء الشخصية المتصلة بالموضوع، مع تحديد الأفكار القبلية المتوفر عليها، على المستوى النظري والمستوى الواقعي الملموس (العملي-التطبيقي).
المرحلة الثالثة: في هذه المرحلة يمكن الاختيار بين طريقتين:
1. تنظيم الأفكار في شكل تصميم مفصل:
- هل الأفكار المختارة تسمح بالجواب على الأسئلة المطروحة؟
- إذا كان الأمر لا، يجب البحث عن الأفكار الغير المتوفرة، ثم تقديم تصميم بشكل مفصل.
2. البحث عن جواب على الأسئلة المطروحة من طرف الموضوع، وبلورة الخاتمة أو النتيجة الملائمة، حسب الفرضيتين التاليتين:
- ما هي العناصر أو المعطيات التي نتوفر عليها لتأكيد هذه الخاتمة؟ فإذا كان الجواب بنعم، يمكن الأخذ بالخاتمة أو النتيجة.
- هل هناك عناصر نظرية أو معطيات تجريبية التي تعارض هذه النتيجة أو الخاتمة؟ وإذا كان الجواب بالنفي، يمكن البحث عن فرضية جديدة للخاتمة أو النتيجة التي تدمج هذه العناصر والمعطيات. هذه الفرضية، يجب فحصها من جديد.
المرحلة الرابعة: هي مرحلة الإنشاء، أي كتابة الموضوع عن طريق الإجابة على أسئلة الإشكالية المطروحة، التي يجب أن تكون مبنية بناء مترابطا، يعتمد على التنسيق، والتسلسل والمنطق.
المرحلة الخامسة: في هذه المرحلة الأخيرة، يمكن إعادة قراءة الموضوع المنجز، وتصحيح ما يمكن تصحيحه، من حيث البناء والتراكيب والأسلوب، وكذا اللغة من حيث الصرف والنحو والإملاء وعلامة الترقيم.
------------------------------------
إعداد: ذ. بنعيسى احسينات - المغرب
ملحوظة:
فهذه الاقتراحات وهذه الكيفيات معروضة فقط للاستئناس، فهي تحتاج إلى تصحيح وإضافة وتعديل زيادة ونقصانا، حسب طبيعة الموضوع وشكل الأسئلة المطروحة، وحسب تجربة الفرد وما راكمه من خبرات في هذا المضمار.
إن هذه المساهمة المتواضعة هي نتيجة تراكم خبرات وتجارب كأستاذ ممارس ومتمرس، أريد منها إضاءة الطريق أمام طلابنا وطالبي العلم والمعرفة، حتى يتمكنوا ويعملوا على ابتكار طرق خاصة بهم، في كيفية الحصول على المعارف ومعالجة أسئلتها والقدرة على توظيفها. نسأل الله التوفيق والنجاح للجميع.
0 التعليقات :
إرسال تعليق